في اليوم العالمي للقانون… عادل امام وأحمد زكي أبرع من ترافع في السينما 

رحاب ضاهر
رحاب ضاهر

يصادف اليوم 13 أيلول اليوم العالمي للقانون، ولا يمكن أن يمر هذا اليوم من دون أن نستذكر أبرز من جسد شخصية المحامي في السينما، “الزعيم” عادل امام الذي قدم شخصية المحامي الفاسد حسن سبانخ في فيلم “الافوكاتو” عام 1983، التي تعتبر من الشخصيات التي لا ينساها المشاهد العربي، وتعد المرافعات التي قدمها في الفيلم من أشهر المرافعات في السينما وأبرعها، وأصبحت العبارات التي وردت فيها مضرب مثل يستشهد بها دائماً، ولعل أشهرها عبارة “ماذا أقول بعد ما قيل وهل هناك ما يقال بعد ما قيل وما قيل قد قيل، وهل هناك قول يقال بعد الذي قيل من قول؟”. 

في الفيلم الذي يحمل اسم “الافوكاتو” أو المحامي قدم عادل امام صوراً هزلية وكوميدية سوداء، عما يجري في أروقة المحاكم، ونموذجاً لتحايل المحامي على الثغرات القانونية للحصول على براءة موكله أو ادانته حسب ما تقتضيه مصلحته، وأظهر صورة قاتمة عن شخصية المحامي وعلاقته بتاجر المخدرات. وتسبب الفيلم بغضب المستشار والمحامي الشهير مرتضى منصور الذي قام بتقديم استقالته من القضاء، ورفع دعوى قضائية ضد عادل امام بتهمة الاساءة الى سمعة المحاماة ومهنتها. وفضلاً عن مرتضى منصور تقدم أكثر من 150 محامياً بدعاوى قضائية ضد الفيلم، وطالبوا بوقفه وسجن مخرجه رأفت الميهي والفنان عادل إمام. وصدر الحكم بالسجن سنة مع النفاذ بحق الميهي وإمام وموزع الفيلم، لكن بعد تدخل عدد كبير من الشخصيات العامة أوقف الحكم. 

ولأن شخصية المحامي “اللعوب” تعتبر ملهمة في السينما والدراما، لم يتردد الزعيم عادل امام في تجسيدها مرة أخرى في فيلم “طيور الظلام” عام 1995 للمخرج شريف عرفة ومن تأليف وحيد حامد، وقدم شخصية المحامي فتحي نوفل الذي يتحول من محامٍ صاحب مواقف الى شخصية انتهازية.

الفيلم الذي يعتبر عملاً سياسياً بامتياز، قدم أيضاً شخصية المحامي علي الزناتي التي برع فيها الفنان رياض الخولي الذي كان محامي الجماعات الارهابية، وكذلك الفنان الراحل أحمد راتب الذي قدم شخصية المحامي البسيط محسن. ويعد هذا الفليم “أيقونياً” اذ اعتبر كثير من النقاد أنه تنبأ بأحداث كثيرة حصلت بعد سنوات في مصر. 

واذا كان عادل امام قدم أشهر المرافعات في السينما، وطرح تحول كثير من المحامين من رموز للعدالة والنزاهة الى رموز للتلون والفساد، فالعبقري الراحل أحمد زكي كرّس أيضاً هذه الصورة ولم يقل مهارة عن عادل امام في دور المحامي مصطفى خلف في فيلم “ضد الحكومة” وتنقله بين الفساد والاستقامة، ولا يمكن أن نتجاهل مرافعته “الأيقونية” التي يعترف فيها بالفساد وجملته التي لا تنسى “كلنا فاسدون.. لا أستثني أحداً حتى بالصمت العاجز”.

شارك المقال