“كريستال”… أداء الأبطال يسعف سطحية النص وتكرار المصادفات

رحاب ضاهر
رحاب ضاهر

بدأت منصة “شاهد” مؤخراً بعرض مسلسل “كريستال”، المأخوذ عن مسلسل تركي صيفي بعنوان “حرب الورود”، عرض في العام 2014.

المسلسل لا يخرج عن كونه عملاً بسيطاً ومكرراً لعلاقات الحب المتشعبة، والفتاة الفقيرة التي تغرم بالشاب الوسيم والثري “كامل الأوصاف”، فلا جديد على صعيد المضمون والأحداث، التي لم تخرج حتى الآن عن إطار المصادفات العجائبية التي تدور داخل فيلا عائلة كرم، وينقصه الكثير من الأحداث الدرامية ليخرج عن إطار قصص الأطفال، فالشخصيات تقوم على أحداث تحركها المصادفات، ولقاء الأبطال أمام باب الفيلا، التي تعيش فيها مصممة الأزياء عليا كرم، وتعمل لديها عائلة فاي الفتاة الفقيرة الطموحة والتي تتخذ من عليا كرم مثالاً لها، وتتنافس معها على قلب دكتور التجميل جواد فياض.

الشركة المنتجة للعمل اختارت أبطالاً ليسوا من نجوم الصف الأول، كما هو متعارف، إذ وقع الاختيار على الممثلة اللبنانية باميلا الكيك، وستيفاني عطا الله للوقوف أمام الممثل السوري محمود نصر، ويشارك في العمل الممثلة السورية لين غرة، والقديرة رولا حمادة وناظم عيسى وغيرهم.

وعلى الرغم من خلو العمل من مضمون مشوق، إلا أنه استطاع أن يجذب إليه المشاهدين، وأن يحقق نسية مشاهدة عالية، ففي لبنان احتل المرتبة الأولى على منصة “شاهد”، وما أسعف العمل أداء الأبطال الذين أخرجوا المشاهد من “سذاجة” الحبكة الدرامية ليدخلوا في عقدة الأداء الممتع.

باميلا الكيك الأداء الكامل

الممثلة اللبنانية باميلا الكيك التي تعود إلى الشاشة بعد غياب، وتجاهل المنتجين اللبنانيين لها، استطاعت منذ الاطلالة الأولى أن تبهر المشاهدين بـ”فخامة” أدائها، وهذا ليس بالأمر الجديد عليها، فهي القادرة على التلون والإبداع في كل أدوارها، فتجسد دور عليا كرم بكل أدواته وبكل عقدها النفسية، وليس من قبيل المبالغة القول ان أي ممثلة أخرى لم تكن لتقدم هذا الدور كما تقدمه باميلا، التي تطوع ملامحها وحركة جسدها وصوتها لتقدم هذا المزيج للمرأة الثرية، الجميلة، الناجحة، وفي الوقت نفسه تملك كمّاً من العقد النفسية والاضطربات التي تخفيها خلف جبل من الجليد، فتندمج باميلا في شخصية عليا كرم لدرجة أن المشاهد، لا يعود يرى أي أثر لباميلا الكيك، وتتجسد أمامه عليا فقط، وحتى عند العودة إلى النسخة التركية من العمل تبدو باميلا وقد تفوقت على الممثلة التركية جانان ارغودار التي أدت دورها في “حرب الورد”.

أما البطلة الثانية في العمل فهي ستيفاني عطا الله التي سبق أن شاركت في عدة أعمال درامية سابقة، لكن في مسلسل “كريستال” تبرز كبطلة أولى تتنافس مع باميلا الكيك أو عليا على قلب الدكتور جواد فياض.

ستيفاني تبدو في العمل حتى الآن الحلقة الأضعف لناحية الأداء، فالمبالغة في تقديم البساطة والعفوية، جعلها تبدو متصنعة وبعيدة كل البعد عن شخصية فاي التي حتماً مع تسلسل الأحداث، وتصاعد الحلقات سيطرأ عليها تغيُر كامل سيصدم المشاهدين الذين لم يتسنَّ لهم مشاهدة النسخة التركية لمعرفة الأحداث.

الممثلة السورية لين غرة التي سبق أن شاركت في مسلسل “صالون زهرة” بجزئيه الأول والثاني، استطاعت أن تثبت وجودها، فهي ممثلة تجيد أدوار الشر تساعدها على ذلك ملامحها الحادة، فتقدم شخصية ورد الطموحة والجشعة والتي لا تتوانى عن فعل أي شيء للوصول إلى هدفها. ويحسب لها أنها تقدم دور فتاة لبنانية، وإن كان البعض قد انتقد كلامها باللهجة اللبنانية، لكن هذا لا يعبيها، بل على العكس فمن الواضح أنها اجتهدت كثيراً لتقدم هذا الدور وأجادت وأعطاها كلامها باللهجة اللبنانية تميزاً إضافياً، ويمكن القول انها من أهم أبطال العمل وستفجر كثيراً من المفاجات في الحلقات القادمة.

في مقابل الأدوار النسائية يسجل حضور قوي لنجوم سوريا وخصوصاً الشباب، فإضافة إلى الممثل محمود نصر الذي يجسد شخصية الدكتور جواد، الوسيم الذي يميل إلى الهدوء، وتفوق على الممثل التركي في النسخة الأصلية لناحية الأداء والوسامة، للنجوم الشباب حصة الأسد في مسلسل “كريستال” الذي يعتبر فرصة ذهبية لهم ليثبتوا حضورهم ويلفتوا الأنظار اليهم، وعلى رأسهم الممثل خالد شباط الذي يجسد شخصية باسل كرم، والذي يعاني من اضطراب نفسي.

شباط سبق أن شارك في عدة أعمال سورية، لكن دور باسل بالتأكيد سيكون أثره مختلفاً، فهو يقدم دوراً مركباً يجيد أدواته تماماً سواء لناحية طريقة الكلام أو حركة الجسد، وهو كما زميلته لين غزة يتحدث في المسلسل باللهجة اللبنانية التي أجادها تماماً وتفوق في تقديم شخصية تعاني من عقدة نفسية وخوف من المحيط الخارجي.

الممثل فادي حواشي الذي يقدم شخصية أوس هو الآخر استطاع أن يكون نجماً في العمل، وإن كان البعض لم يستلطف شخصيته العصبية والانفعالية والمستفزة في العمل، إلا أنه يجسد الشخصية كما هي وكما يجب أن تكون، ولا يخرج عن هذا الإطار أداء بلال مارتيني بدور تامر فياض، فهو كما زملائه يسجل حضوراً لافتاً ويبشر بموهبة واعدة ويحجز مكاناً له ليكون من نجوم المستقبل.

شارك المقال